ما هي الشخصية التي تثير اعجابك؟

سؤال قد يكون قديما.. ولكنه تساؤل مستمــر..
ما هي الشخصية التي تثير اعجابك وقد تثير حبك وعشقك وهيامك؟؟
هل هو الجمال الخارجي ام الروحي؟؟
هل هو فكر الشخص وذكائه أم ابتسامته وأخلاقه؟؟
هل هو الحديث الجذاب والكلمات الرقراقة أم اللطف وحسن المعامله ؟؟
هل هو تناسق اعضاء الجسم وجماله أم ذوق الشخص وفنّه واغرائه؟؟
هل هو تواضعه وتفهمه واحترامه أم كبريائه وعزته وعناده؟؟
هل هي ثقافته ومعرفته وسعة افقه أم كرمه وجاهه وحب اجتماعه؟؟
،،،
لا شك انك عندما تلتقي بشخص ما تشعر بانجذاب نحوه او نفور منه وقد يكون شعورك محايدا..
ولا شك ايضا انك تطمح ان تبني لك شخصية جذابة تسلب لب قلوب الآخرين وترضي ذاتك..

قال الرسول صلى الله غليه وسلم: الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف..
،،،

جاذبيه تمتد الى داخلك لترغم قلبك ان يخفق ويهفو نحو ذلك الانسان الذي يقف امام عينين ويحدثك، فما الذي جعله يحرك مكامن اعجابك وارتياحك للقرب منه
والبقاء معه والاستئناس بالحديث معه وصداقته والالتقاء به مرارا وتكرارا حتى يصبح صديقا او حبيبا؟
ما الذي يجعله يسكن الذاكرة واذا غاب فقدته؟
ليس المقصود من هذا الكلام هو الحب وانما الحب قد يكون نتيجه لاعجاب..
،،،
هذا الطرح يهدف كما يجول في خاطري الى رسم تصورات الناس للشخصية الجذابة التي تستحوذ اعجاب الآخرين
لنضع ايدينا على معان ٍ تنقـّح المفاهيم الخاطئة وتكسبنا تصوراً واقعيا وملائماً للشخصية الجذابة..
،،،
الناس على اختلاف مشاربهم تختلف وجهات نظرهم وميولهم، والصفات والخصال التى تلفت نظرهم وتحرك فيهم مشاعر الاستحسان والقبول..
،،،
من الناس من لا يعير للمظاهر اي اهتمام ولا يشده الا ذكاء الشخص وحذاقته وطلاقة لسانه، ومن الناس من لا يلفت انتباهه الا رشاقة الجسم واناقة المظهر..
،،،
شخصياتنا لا تخضع لسيطرتنا بالكامل.. في وسعنا ان نستعين ببرامج التخسيس وادوات التجميل والملابس الانيقه لنحسن مظاهرنا
وبايدينا ان نوسع افقنا وننمي الايجابيه في تفكيرنا ونهذب اخلاقنا الى حد ما
ولكننا قد لا نفلح في ازالت جميع عيوبنا الخُـلقيه (بضم الخاء) وحتما لن نستطيع ان نغير صفاتنا الخـَلقيه (بفتح الخاء)...

اختم بهذه القصة المعبّرة لمضمون الطرح..
في القرن الاول الهجري يحكى ان شابا دفعه الجوع ان يقطف تفاحة ً تتدلى من بستان
وبعد ان عاد الى داره انبه ضميره ولامته نفسه فما سكن له حال حتى عاد ليستسمح من صاحب البستان،
فلما اخبره قال صاحب البستان: والله لا اسامحك! فجلس الشاب يتبعه ويتوسل اليه ان يسامحه
فقال له البستاني اسامحك بشرط ان تتزوج ابنتي العمياء الصماء البكماء، فعجب الشاب لهذا الشرط
ولكنه قبل على مضض، فلما ادخله عليها وبارك لهما وجدها حورية سيدة الحسن والجمال ما بها اي اعاقه،
فلما رات اندهاشه لما رآها وما قال والدها عنها اخبرته ان والدها كان يقصد عمياء وصماء وبكماء عن الحرام،
وبعد ان تزوج بها انجبت غلاما.. اتدرون من هذا الغلام؟؟ هو الامام ابو حنيفة صاحب المذهب المشهور..

الشاهد من هذه القصة الواقعية هو ان ما جذب صاحب البستان للشاب هو امانته
فكانت هي الشخصية التي استحوذت على حبه فاهداه ابنته لتكون امانة في يد امينه..

السؤال المطروح لك اخي وانتي اخيتي:
ما هي الشخصية التي تجذبك؟؟
وما هي الشخصية التي تختارها لنفسك لتكون جذابا؟؟
،،،
وكلي شوق لآرائكم وسماع تجاربكم
ودمتم بهناء وموده
،،،