دخلت الى غرفتى انا واخى الصغير واشعلت المصباح الذى كان مضىء بنظرى
صعقت عندما وجدت نفسى نائمه على السرير...........
فنظرت الى سريرى باستنكار وقلت: " من هذه؟ ومن انا؟ "
اقتربت امى من السرير وضعت يدها على كتف النائمه على السرير كانت تشبهنى .... بل كانت هى انا .... واخذت توقظها "اميرة استيقظى" ولكنها لا تجيب , فصرخت " امى انا هنا من هذة؟" ولكن امى لم تلتفت اليا واسندتها الى صدرها واخذت تهزها وتقول " اميرة ماذا بكى استيقظى" ولكنها لا تجيب
فصرخت امى , فاستيقظ ابى وهرول الى غرفتى واقترب من السرير ووضع يده على صدرها ليتحسس النبض ونزلت دمعه من عينيه ومسح بيده على وجهها
هنا تعالت الصرخات ذهبت الى امى وانا ابكى على بكاءها "امى انا هنا لا تبكى بكاءك يؤلمنى يا امى"
استيقظا اخواي وهما يتسألان ماذا يحدث, فاجابت امى بصراخ " اختكم ماتت ... ماتت " فتعالى البكاء
وقلت وانا ابكى " امى انا لم امت انا هنا "
توجهت الى اخواى وقلت " كفى بكاء بكاءكما يحرق جسدى " ولا احد يجيبنى .... رفعت يدى للسماء ادعو الله فوجدت بيتنا بدون سقف وهناك صوت ينادى عليا ويعلو الصوت شىء فشىء
فاذا بيدا ليس من البشر تجتذبنى ويقولان " تعالى يا اميرة" فقلت: " اتركانى ابى وامى واخواى يظنون انى ميته" فقالا: " انتى فعلا ميته" فقلت: " كيف وانا ارى واسمع واحس؟ "
فابتسما وقالا: " عجيب امركم يامعشر البشر تظنون ان الموت نهايه الحياه الا تدرون ان الحياه حلم طويل تستيقظوا منه على الموت؟" سالتهم " من انتما وماذا تريدان؟"
قالوا: " نحن حرصك الى القبر" ارتعش جسدى وقلت " اى قبر ؟ هل ستتركونى وحدى فى القبر؟ "
قالا "بلى سنتركك مع عملك" وصمتا , لم يقطع صمتهم غير صراخ احدهم نظرت اليه وجدته يصرخ ومعه اثنين مثل صاحبى
سألت من هذا ولماذا يصرخ؟ قالا: " هذا ميت مثلك ويبكى انه يعلم انه كان فى ضلال ومثواه النار"
فقلت :"وانا هل سادخل النار مثله؟ " , فقالا "كلا حسب عمله "
نظرت خلفى وجدت اهلى يبكون , ابى واعمامى يحملون نعش على اكتافهم , ناديت عليهم ولم يجيبونى
هذه امى تبكى وسط نساء العائله اقتربت منها وقلت" امى لا تبكى انا هنا ادعيلى يا امى" وقلت لابى " استودعك الله يا ابى"
وانتما يا اخواى انتما احب اليا من نفسى "لا تتركا العمل الصالح واتركا الدنيا خلفكما , واياكما ورفقة السوء , وادعوا لى مادامت الروح فى جسدكما , واياكما والدنيا فهى رخيصة فلا تنفع ما زارها "
نظرت اليهم وصرخت باعلى صوت وداعا احبابى يحزننى فراقكم
لكن لم يجيبنى احد , كلهم يبكون ولم يسمعنى احد
تقطع قلبى على وداعهم الذى كان بدون كلمه وداع منهم
لم اتمنى قبل رحيلى غير ان يسمعونى
وشدنى صاحباى وانزلونى القبر ووضعوا روحى على جسدى فى قبرى , ورايت ابى وخالى يرشان التراب على جسدى واغلقا القبر عليا
الا يشعرون بما اشعر به ؟
انا احسدهم على الدنيا لطالما كانت مخزن الحسنات ولكن لم اخذ منها شىء ولن ينفعنى الندم , كنت ابكى وهم يبكون
كنت خائفة عليهم من الدنيا واود ان اصرخ ويسمعونى
خرجوا جميعا وسمعت صوت نعالهم فوق قبرى وتركونى وحدى
وبدأت حياتى فى العالم الثانى الذى لا يعرفه الا امثالى
إيهاب أمين